محمد طلب يكتب : *(عذبني وتناسي الكان بيني بينك)*

 

عاب علي بعض الاصدقاء استخدامي مواضيع الاغاني واسقاطها علي الاوضاع الراهنة او استلاف عنوان المقال من الاغاني لطرح قضية معينة… وقد يكونوا محقين في ذلك رغم ان الاغنية تُعبر عن حالة معينة في المجتمع والتعبير عنها لا يخرج من صفات ذاك المجتمع وثقافته و ادواته التعبيرية… اما ما لا يعلمه من (لاموني) انني ما شنفت اذني اغنية اثناء هذه الحرب و ما قبلها الا وجدتها تحكي عن حالنا بشكل تفصيلي مدهش وعنوان هذا المقال علي سبيل المثال ينطبق بشكل غريب علي طرفيها و كل الاغنية كانها تحكي عن تفاصيل العلاقة بين (الجيش والدعم السريع) وتجد مايلح عليك لإسقاط تفاصيلها علي احوالنا الحالية المبكية في هذه الحرب (العبثية) كما اسماها طرفاها وقلوبنا المنفطرة تتجه نحو القسوة المرفوضة والمفروضة ونفوسنا التي تحمل جينات التناقض السلوكي ومبرراته المقبولة وغير المقبولة والدعوات الملحة وغير الملحة لممارسات غريبة مثل ما ورد في الاغنية:-

*عذبنيََ وزيد عذابك امكن قلبي ينسي وذي ما نساني قلبك يمكن قلبي يقسي*
وبغض النظر عن سلامة هذه الدعوة من عدمه هل يا تري
طبيعة العذاب الذي نعانيه الان في ظل هذه الحرب اللعينة له علاقة ما بما ورد في اغنية العملاق وردي… .. لا ادري…. .. وكل ما في علمي ان هناك (مودة قديمة) كانت (بينهما) وهي الان تشبه قول الاغنية :-

*عذبني وتنكر للحب والحنان*
*للريد والمودة وكل الكان زمان*

واترك لك عزيزي القارئ امر المقارنة والاسقاط في امر *تناسي الكان بيني بينك*

وهل كل ما حملته هذه الاغنية له علاقة ارتباط ما بما يحدث الان من انتهاكات اطراف الحرب او السادية التي نراها في انتهاكات هذه الحرب من سرقة و نهب و اغتصاب وغيره فالاغنية تدعو لدعوة غريبة جداً (بعيداً عن قصتها ودلالات المعني والمرامي )

*عذبني وتفنن في الوان عذابي*
*ما تمسح دموعي ما ترحم شبابي*

وهو امر اقرب الي دعوة الطرف الاخر لممارسة السادية عليه و علي كل ما ومن يليه *(تفنن في الوان عذابي)*
دعنا عزيزي القارئ نتعرف علي السادية (السادية هي الحصول على اللذة والمتعة بتعذيب الاخرين و يُنسب مصطلح السادية إلى (ماركيز دي ساد) الذي اشتهر بمؤلفاته ذات المحتوى العنيف في الممارسات الجنسية، والتي اشهرها روايته المشهورة باسم (جوستين وجوليت)) .
و هذا النوع من الالم والمتعة بعيداً عن موضوع الجنس او قريباً منه موجود في حياة السودانيبن علي مر العصور وهناك ممارسات وعادات تحمل شئياً من (السادية) مثل *(الشلوخ ودق الشلوفة والختان الفرعوني والوشم وتخريم الجِلد للاناث والبُطان والجَلد للذكور)* وغيرها والحديث هنا يحتاج اهل التخصص للتحليل عن ارتباط الالم والمتعة بهذه العادات ومدي بعدها او قربها من السادية وسيدها(ماركيز) وهو قصة وحكاية طويلة في القرن السابع عشر الا ان اغنية وردي رحمه الله في القرن العشرين تُمثل جانب اخر من السادية تجلب المتعة لمن تُمارس عليه هذه السادية وكأن الشاعر يجد المتعة في *(عذبني وتفنن في الوان عذابي)* اما طرفي هذه الحرب فكأنهما يتشاركان هذه المتعة (السادية) وكأن رئيس مجلس السيادة ونائبه الذي اتي به وبطانتهما اختلط عليهم امر (السيادة مع السادية) فعدد الحروف وشكلها ونطقها متساوٍ مع الاختلاف الطفيف في (الترتيب) ويبدو لي ان هذه هي المشكلة الحقيقية *( الترتيب و من يسبق من)* في الختام هناك اغنيتين لزيدان ابراهيم اهدوها من تشاؤون من اطراف الحرب او لكليهما اولهما :-
*(ليه كل العذاب ليه كل الالم ازرع في المحبة وحصادي العشم)*
والثانية التي تعبر عن حالة معينة تقول:-
*(قلبك ليه تبدل صد وليه تحول)*
مع ملاحظة التحولات الكبيرة و تعبير (لييه) الاستفهامي في الاغنيتين اي *لماذاااااا؟؟؟؟* و ربما نعود للاجابة التفصيلية في مقالات قادمة

لا للحرب

سلام
محمد طلب