محمد طلب يكتب : *أخونك هل تصدق اخونك؟؟*

يبدو ان موضوع (الخيانة) في ثقافتنا امر مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً والا لما كانت (الخيانة) موضوع اغنياتنا التي نرقص عليها ونطرب لها غاية الطرب وتكون عناوين لمقالات متتالية و ربما يحتاج الامر لبحوث ودراسات ان كان هناك اهتمام علمي بالبحوث العلمية في المجتمع ولمس مواطن الخلل وخضوعها للبحث العلمي والخروج بحلول عاجلة
لدي قناعة سبق ان كتبت عنها ان الاغاني تحمل الكثير مما يمكن الكتابة عنه و البحث فيه فالاغنية تمثل حالة مجتمعية يتم التعبير عنها بذات مفردات المجتمع والمفردات ودلالاتها ومعانيها لا تنفك عن المجتمع فهي متاثرة به ومؤثرة فيه
وكما ذكرنا في مقالات سابقة ان معاني (الخيانة) و رد الفعل عليها كثيف في الاغاني السودانية وهي ليس (خيانة زوجية) و هذا موضوع اخر نفرد له مساحة في مقالات قادمة لكنّا اعتدنا علي وصف (عدم الاتفاق) او (الاختلاف) في الروئ في اي (شراكة) بهذا الوصف القبيح وهو غالباً في الاغنيات السودانية يحكي عن قصص الحب التي تنتهي بما لا يريده احد طرفي فيبكي ويصف الطرف الشريك في العلاقة مباشرة (يا خائن) (ويوصي) قلبه وقلوب المستمعين ب *(الخانك تخونوا)*
او يبكي ويقول كما تغني زيدان ابراهيم:-
*لو شافت عيونك ايه الحاصل بدونك*
كناية عن الندم علي تصديق امر (الخيانة) والذي صار بعده الحال الاتي:-
*الدنيا بقت عدم*
*والفرح من غير نغم*
*والسعادة بقت وهم*
*الحلوي من غير طعم*
*هل تصدق اخونك وبرضو تصدق اخونك؟؟؟*
وذات الشئ نراه الان ماثلاً في العلاقات السياسية والعسكرية (وقصة الحب بين الجيش والدعم السريع) التي امتدت لسنوات طويلة حتي وصلت (لزواج مدني) ثم انتهت فجأة بكم هائل من (الخيانات)
وفترة( البرهان) هي اكبر فترة (خيانة) للعهود مع الشركاء الاحباء من المدنين والعسكرين والذي وصل مع الدعم السريع في (قصة حبهم) مرحلة:-
*ياسلام علي ريدي الخلاك بقيت سيدي*
وامر السيادة ومجلسها وخسة اطرافها وبيعهم الوقت في سوق السياسة والخباثة امر يطول الحديث فيه وربما لا يحتاج للحديث في ذات الوقت لان خلاصته هو ما يحدث الان
و امر (الخيانة) في حياتنا السودانية والعقل الرعوي و(الهمبتة) بانواعها يحتاج للنظر الدقيق والوضع تحت المجهر حيث لا ادري من اين اتت المقولةوالتي كنا نرددها ونحن اطفال:-
*الخائن الله يخونوا والسكين تقطع بطونو*
لاحظ ان ذلك كان كلام اطفال لم يدركوا بعد معاني ودلالات الخيانة لكنهم يرددونها في العابهم مما يعني ارتباطها بالمجتمع..
ختاماً كل ما كتبناه كان عن (الخيانة) في اغنيات تُحسب راقية في التصنيف و لم نهبط معكم الي اغنيات (الخيانة في دمك) واغنيات (القونات) في زمن (اللا اهداف) ولن نهبط الي هذه المفردة في اغاني (تغريد العشرة) او (هبة جبرة) او(عشة الجبل) او غيرهن او حتي الترمادول… والمدن قد سقطت من زمن طويل قبل هذه الحرب…. و لا للحرب والف لا للحرب
سلام
محمد طلب