ابعاد و مالات الازمة السياسية و الامنية في السودان/ بقلم ندى ابوسن

ابعاد و مالات الازمة السياسية و الامنية في السودان *

ندى ابوسن

بدات جذور الازمه السياسبه في السودان بانقلاب  ٢٥ اكتوبر على حكومة الفتره الانتقاليه التي جاءت عبر الشرعيه الثوريه ابان ثورة ديسمبر المجيده و امتدت الازمه و بلغت ذروتها بتوقيع الاتفاق الاطاري الذي رفضته الحركه المتاسلمه معلنة الحرب عليه عبر قياداتها المختلفه في تسجيلات مسربه و اخرى متعمد ارسالها عبر السوشل ميديا
اما جذور الازمه الامنيه للسودان فقد بدات قبل ذلك بعقود و منذ مجيئ حكومة المتاسلمين الى السلطه عبر انقلابها على الحكومه المنتخبه
حيث اقامت مليشيات متعدده بمسميات مختلفه استوعبت فيها عناصر التنظيم و من استطاعت ادلجتهم من السودانيين
و استخدمت هذه المليشيات في حرب الجنوب و استخدمتها ايضا في حربها على الحركات المسلحه في دارفور و جنوب كردفان
و ظلت هذه المليشيات تدعم من حكومة المتاسلمين التى كانت تخشى من انقلاب الجيش عليها
بالرغم من حرصها على عدم ادخال اي سوداني لا ينتمي للحركه المتاسلمه الى الكليه الحربيه
و عملت منذ ذلك الحين على اضعاف القوات المسلحه و تدميرها الامر الذي بدا واضحا في هذه الحرب
اعتبرت الحركه المتاسلمه ان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو  قد شق عصى الطاعه منذ مخاطبته لقواته في بدايات الثوره منتقدا حرمان المواطنين من الحصول على اموالهم من البنوك معربا عن تصامنه مع المواطنين
ما اعتبرته الحركه المتاسلمه التي استعانت بالجنجويد لقمع الشعب السوداني و محاربة الحركات المسلحه تمردا عليها
لذا جذور الازمه الامنيه بدات بتعدد الجيوش و تفريخ المليشيات بالاصافة الى الحركات المسلحه التي احتفظت بقواتها بعد اتفاقبة سلام جوبا المعيبة  كل هذه المليشيات المتصارعه و المتضاربة المصالح شكلت مهددا امنيا قابل للانفجار تحت اي لحظه في ظل عدم وجود جيش نظامي واحد بعقيده قتاليه موحده

* تداعيات الحرب على السودانيين *

هناك شبه اجماع من كافة القوى المدنيه السودانيه على ادانة جرائم الحرب و الفظائع و الانتهاكات التي تمت في حق المواطنين السودانيين
و قد تمت ادانة هذه الجرائم عبر بيانات لقوى وطنيه متعدده من احزاب و لجان مقاومه و منظمات مجتمع مدني

ولا شك ان تداعيات هذه الحرب على السودانيين قاسيه جدا و ليس لها مثيل الحرب التي قتلوا و شردوا و افقروا فيها و بشكل ممنهج بسبب الانتهاكات الغير مسبوقه و الجرائم ضد الانسانيه من طرد للمواطنين من منازلهم من قبل الدعم السريع و الاعتقالات التي تمت بحق عدد كبير من المواطنين و الاخفاء القسري و التعذيب و التجويع .
و ما اظهرته الحرب من عيوب مجتمعيه كانت خافيه على السودانيين انفسهم من استغلال و جشع و خيانه و بيع الذمم مما شكل صدمه اضافيه على ما فعلته الحرب بالمجتمع السوداني
و لا شك ان تداعيات هذه الحرب على المدى البعيد ستكون اكثر خطوره و كارثيه بسبب المرارات و التشظي في المجتمع السوداني بسبب خطاب الكراهيه و العنصريه و الجهويه و ما افرزه من تداعيات كالقتل و الاعتقال و التميز بناء على الهويه

هذا بالاضافه الى التدخل الاقليمي و الدولي الذي فاقم من هذه الازمه التي لم يذكر التاريخ مثيلا لها فقد فاقت الجرائم و الانتهاكات في هذه الحرب ما تحدث عنه التاريخ من غزو التتار لبغداد الذي ظل يذكر كمثال لجرائم الحرب عبر التاريخ
و كل هذه الدول التي دخلت في هذا الصراع لديها اطماعها في السودان المتعدد الموارد و الذي لم تحسن الحكومات السودانيه منذ استقلاله استخدامها و تسخيرها لصالح الانسان السوداني

لذا لابد هنا من استحضار الحس الوطني و الانتباه الى خطورة استمرار هذا التشظي بين السودانيين خاصة و ان المجاعه قد ضربت مناطق متعدده في السودان و يواجه السودانيون في مناطق القتال و غيرها الفاقه و الفقر و الجوع و المرض دون وصول اي نوع من المساعدات الانسانيه اليهم بسبب تعنت طرفي القتال
لذا لابد للشعب السوداني عبر قواه المدنيه و الشرفاء من القوات المسلحه من العمل على وقف هذه الحرب بمخاطبة طرفي القتال و المجتمع الدولي للضغط على الجانبين و تنظيم الوقفات الاحتجاجيه في الداخل و الخارج من اجل انهاء ماساة السودانيين