محمد طلب يكتب : *أمسك يا جدع خروفك ما (جَذَع)*

عفواً وعذراً لكل من أحرزن مجموعة (أقوان) في رقيصهن في ليلة زفافهن فيما كان يُعرف (برقيص العروس) و(قطع الرحط) في زمن سابق، فنحن في زمن أصبحت (الأقوان) والأهداف فيه نادرة جداً حتى على مستوى (هلال– مريخ)، وانتشرت (القونات) ولا علم لي بالمقصود والدلالات.. أما على مستوى الحكومات التعاقبة فالأهداف (زيرو كبير) واختفى رقيص العروس في زمن (الجبهة) و(المؤتمرين) ودخول (الرقيص) إلى دهاليز السياسة والساسة والقصور والصالات المغلقة– والغرف المظلمة.
فعنواني مستمد من (أغنية بنات) شهيرة جداً في زمانها تقول *(السكر نقع والورد انفقع أمسك يا جدع عروسك ما تقع)*.
استفزني للكتابة (بوست) ساخر مع بداية ذي الحجة يوضح الخطوات التي يجب اتباعها لشراء (الخروف) حتى لا نكون فريسة لتجار وسماسرة الأضاحي وكلمة السر في تلك الخطوات هي (جضع) أو (جضعة)، وهنا اختلط علي الأمر بين (الجدع) في الأغنية سالفة الذكر و(الجضع) وسألت نفسي ما هي العلاقة بين (الجدعان) من البشر و(الجضعان) من (الخرفان) وهل كلاهما من (الأضاحي) أو (الضحايا) خصوصاً بعد أن عرفت أن هناك (سمسرة) أيضاً في (الجدعان والجدعات) من الفتيان والفتيات عبر مكاتب ومواقع وأسافير الشبكة العنكبوتية.. وحكاية فتاة الاستوب– والفيديوهات المنتشرة هذه الأيام في الزواج والطلاق وفلانة وفلتكانة وحكايتها التي تجد مشاهدات ونقاش مهول وخاوٍ ومئات الآلاف من المشاهدات… وسوق جديد وقضايا الجنسين والجنسيّين.
أما (الجدعة) عند شباب اليوم مصطلح بعيد عن البشر والأنعام فقد سمعت أحدهم يقول (موبايل جدعة) – وقطعا هذه (الجدعة) ليست مثل (جدعتنا) في (الدافوري)– وقد دعاني كل ذلك للبحث عن معاني هذه الكلمات في المعاجم وأرجو أن تبحثوا أنتم أيضاً..
ونعود لما يناسب هذه الأيام في موضوعنا وهو (الجضع) أو (الجضعة) والتي هي أصلاً (الجذع) ومعنى *(جذع في لسان العرب الجَذَعُ الصغير السن والجَذَعُ اسم له في زمن ليس بسِنٍّ تنبُت ولا تَسْقُط وتُعقِبُها أُخرى)*
وهذا يعني أنه (الجضع) عندنا وعند بعض العرب الآن
وحتى يكتمل الموضوع وتعم الفائدة أنقل لكم البوست الساخر الذي ينتشر في أيام عيد الأضحى اطلعت عليه أكثر من مرة في أعياد سابقة وربما يعود لكم هذه الأيام والعيد على الأبواب الواتساب (بعنوان كيف تشتري خروفاً) ويقول البوست إن كلمة السر لشراء الخروف هي (جضعة).
أنا على يقين أن كثيرين ممن وصلهم ذلك البوست لا يعرفون مصطلح (جضع) وماذا يعني- ولم يكلفوا نفسهم بالبحث عن ذلك- وحتى تعم الفائدة ندلو بدلونا فيما نعرف في هذا الجانب ونرجو التصحيح والزيادة من أهل الخبرة- كثيراً ما نرى الناس والتجار في سوق المواشي يمسكون (خشم الخروف) ويفتحونه وذلك لمعرفة (عُمر الخروف) والتمييز بين ثلاثة أنواع هي على الترتيب (الجضع) و(التني) و(الرباع).
– أولاً ولتوضيح ما جاء في ذلك البوست الساخر ربما لا تجوز الأضحية بـ(الجضع) لأنه من أول ما تصلُح به الأضحية لأنه صغير وتتطلّب معرفة (الجضع) الذي يصلح للأضحية خبرة أكثر- يمكن التمييز بين (الجضع) وغيره بفتح الفك فإذا كانت جميع الأسنان صغيرة فهو (جضع) أما اذا وجدنا اثنين من الأسنان الأمامية كبيرة وما سواها صغير فهو (تني) أما إذا وجدنا أربعة أسنان كبيرة فهذا يعني أنه (رباع)- وحسب ظني خير الامور أوسطها فـ(التني) هو الأفضل للأضحية و(الرباع) كبير في السن ولحمه أكثر قسوة أما الـ(جضع) فهو صغير في السن ولحمه طري لكن صلاحه للأضحية يتطلّب خبرة كبيرة…… والله أعلم
ومع الأسعار الخرافية للخرفان التي وصلت إلى أكثر من مئة وخمسين نجد انفسنا نتغنى مع (اكرم السمين) :
*شوف خروفنا يبعبع صوتو رن رنان*
*صوتو فات الكابلي وفات كمان زايدن*
*صوتو فات لي وردي والشفيع عثمان*
*وفات بلابل طلسم بهجة ام درمان*
حتى نصل كسرة الأغنية و(نتكسر نحن ذاااتو):
*والضنيب لو شفتو تقول عليو دبلان*
ليلة هوي يا ليلة وليلة هوي يا ليل
وكل عام وانتم بخير، ومن صعبت عليه الأضحية فليتركها وأظن أن (الجضعان) تصعب على معظم (الجدعان) والشرفاء ولك الله يا وطني
سلام (انتهي)
المقال اعلاه مرت عليه سنوات ونحمد الله ان بقي لنا ما يمكن ان يُعاد بعد كل هذا النهب والدماء و الدمار…
وكما ذكرنا في المقال ان هناك بوست ينتشر في مثل هذه الايام (كيف تشترى خروفاً) لكنه اختفي تماماً في هذه الحرب مع عيد الاضحي هذا العام (ربما يكون من ضمن المنهوبات) او ربما ان الناس قد صارت في ضنك وجوع اسقط عنهم الاضحية لكننا لم نسمع بعلماء الدين (المالين الواطة) قد اسقطوا الاضحية عن اهل السودان (الضحايا) لهذه الحرب اللعينة و(بلها والجقم) او ربما تم (بل الخرفان) و المواشي وتم (جقمها) من اغني بلاد العالم بها…. في هذه الحرب لا يوجد (جضع) واختفت (الجدعنة) والراي السديد وصارت (الاهداف) ضبابية والرؤية معتمة مع بزوغ شمس (القونات) و(اية) الايات و نجومية اللايفاتية والمنظراتية وختاماً( نقول امسك يا جدع البلد ما تقع) و نسال الله ان يُسخر الجدع والجدعان لانقاذ السودان انقاذاً حقيقياً وسوف ننتظر واملنا بالله كبير لا تحده حدود وبكرة اجمل ان شاء الله… ..
سلام
محمد طلب