سيف الدولة عبد الله البنا يكتب : نحن ثلاثتنا على الغريب

سيف الدولة عبد الله البنا يكتب : نحن ثلاثتنا على الغريب

راي

كثرت الاقاويل من نفر يرون ان الجزيره لم تجد حظها من الاهتمام الامنى من القوات المسلحه وان تحريرها من مليشيا الجنجويد فيه تباطوء.
لكن من له ابسط المعلومات عن التكتيك الحربى يدرك بان التخلى عن ولاية الجزيره يعنى تسليم السودان للجنجويد لانها تمثل قلب البلاد من حيث الاهمية الاقتصاديه
(الزراعه بشقيهاوالصناعه)والاهمية السياسيه (تقطنها كل القبائل السودانيه) والموقع الذى يماثل (الارض الحيويه فى المعركه)ولمن يريد معرفتها هى الارض التى لايمكن تحقيق انتصار عند فقدانها او عدم التشبث بها.
لان ولاية الجزيره هى الولاية الوحيده المحاطه بسته ولايات في السودان وضمنها عاصمة البلاد الخرطوم والتى تتداخل معها حتى تكاد لاتفرق بين حدوديهما.
لعمرى كل هذه المعلومات يعرفها جيدا من يخططون لهذه الحرب اكثر من اى انسان اخر ويعملون لها الف حساب ولكن متغيرات الحروب تتطلب التأنى وابعاد العاطفه والاندفاع لان :
من يقود الرجال ليس كحادى العيس ،، فالاول يبادر ،يتقدم اى يسبق فيدل(هادى) اما الثانى
يتاخر فيسوق وهو(حادى).
ثم ان عظم المسوولية بالمحافظه على ارواح رجال واموال الوطن مع تحقيق المطلوب خير من تبذيرها هدرا حتى ولو تحقق المطلوب، واهلنا بالجزيره يعلمون ذلك ويحمد لهم بانهم ابعد مايكون عن الجهويه والعنصريه وكل مايدعو للتفرقه والتباعد بين ابناء السودان.
ومما دعانى لاثارة هذا الموضوع هو ماتناولته الوسائط الاعلاميه المختلفه والذى يفرقنا ويضعف وحدتنا ويشتت جهودنا ويكسر ارادتنا لبناء سودان جديد خالى من العنصرية الهدامه والتى ورثنا بعضها واكملناها بجهلنا تارة ونقص فى ايماننا تارة اخرى، وحتى امثالنا المتداوله تحض على اذكاء نارها وهذا ماقصدته فى العنوان اعلاه وهو المثل البقول[انا واخوى على ابن عمى وانا وابن عمى على الغريب] فيجب ان يكون[انا واخوى وابن عمى على الغريب] وثلاثتنا علي الغريب كما في عنوان الطرح اعلاه.
ثم من هو الغريب !!!!!!
الغريب هو من يخالف مبادئك واخلاقك.
الغريب هو من يريد طمس هويتك وتغيير معالم ثقافتك.
الغريب هو من ينهب مالك ويستبيح عرضك.
الغريب هو من كان اجهل من ابى لهب وعبدالله بن سلول وعمرو بن هشام فى محاربة الاسلام والمسلمين ومعاداتهم.
الغريب هو من لايرحم الضعفاء من الشيوخ والنساء والولدان ويقتلهم.
الغريب هو من يحاربك بالوكاله اى المرتزق العميل الخائن.
الغريب هو من تنادى وتجمع من الخارج لينهب ويسلب حقوقنا.
الغريب باختصار هم مليشيا الجنجويد واتباعهم واسيادهم ومعاونيهم ومويديهم والمطبلين لهم.
يعاتبنى فى الدين قومى/
وانما ديونى فى اشياء تكسبهم حمدا
….
وفى جفنة مايغلق الباب دونها/
مكللة لحما مدفقة ثردا

وان الذى بينى وبين بنى ابى/
وبينى وبين بنى عمى لمختلف جدا
فان ياكلوا لحمى وفرت لحومهم/
وان يهدموا مجدى بنيت لهم مجدا
وليس الى نصرى سراعا وان هم/
دعونى الى نصير اتيتهم شدا
ولااحمل الحقد القديم عليهم/
وليس كريم القوم من يحمل الحقدا .
الابيات اعلاه للشاعر اليمنى المقنع الكندى وسمى بذلك لانه يلبس دوما درع الحرب زودا عن بلده ومواطنيه وليس سفها وتصعلكا ونهبا كما فى درع ابوعاقله كيكل وشتان بين الدرعين.ثم ان القناع الذى سمى به وهو جزء من الدرع الذى يغطى الراس وبعاميتنا السودانيه خوده مصنوع من الحديد وليس (الطرحه) القماش الذى يلبسه الجنجويد ويسمونه الكدمول للتستر وعدم معرفتهم ليتم بلهم بواسطة ابطال القوات المسلحه وايضا لمداراة فظائع افعالهم وقبحهم .