فنجان الصباح أحمد عبد الوهاب ..جامعة الخرطوم في ثلاث لوحات للمجد!!!

فنجان الصباح
أحمد عبد الوهاب
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جامعة الخرطوم في ثلاث لوحات للمجد!!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في حوار أجريته معه قبل أكثر من ربع قرن قال لي البروفيسور (مامون حميدة) انه ( يتعين على الدولة أن تحافظ على جامعة الخرطوم باعتبارها جامعة( معيارية) تسعى بقية مؤسسات التعليم العالي للحاق بها، واقتفاء أثرها ..)
وبعد كل هذه السنوات الطوال، لا زالت دعوة البروفيسور مامون مطلبا عادلا، ودعوة صادقة، وحاجة ملحة على الدولة ان تجعلها في رأس سلم اولوياتها..
فجامعة الخرطوم هي ايقونة العلوم ، وجوهرة التعليم العالي، ومفخرة البلاد وأحد أهم مصادر القوة الناعمة لبلادنا.. لا تقل أهمية عن كل المؤسسات الاستراتيجية الكبرى التي بناها شعبنا من ليل الأسى، ومر الذكريات.. لا يجوز التفريط فيها بحال ابدا ولا ينبغي السماح لطوارئ الايام، وتقلبات الانظمة ان تؤثر فيها.. ولايسمح للاشرار افرادا وجماعات واحزاب بأن يعبثوا بها..
ان جامعات في الدنيا أقل من (جامعة الخرطوم) قامة وقيمة وتاريخا تمنحها شعوبها وبلادها اوقافا عزيزة، وتخصص لها موارد كثيرة تكفيها مؤونة انتظار ماتجود به موازنة التعليم الشحيحة.. ويد الخزانة العامة البخيلة.. ورزقها القليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع..
وان تعجب فعجبا لشعب يدفع بعض أهله من الميسورين والمقتدرين عن طيب نفس وخاطر مليارات بالدينار والدرهم والدولار لأجل مدارس خاصة، ومقابل دروس خصوصية، ثم يبخلون بمعشار ذلك على( ام الجامعات) الخرطوم.. قاطرة مؤسسات التعليم العالي..
الجامعة التي كانت تتقطع أعناق العرب والعجم للالتحاق بها.. واشتهى ملوك وروساء، وشيوخ وامراء، الدخول إلى قاعاتها ، والجلوس في مدرجاتها الفخيمة، ونيل شهاداتها الوسيمة..
٢
وعندما نثرت قيادة الدولة كنانة التعليم العالي لم تجد كادرا عالما أنجح وأرجح وأفلح من سهم (البروفيسور عماد الدين عرديب) فدفعت به مديرا (فوق العادة) لأجل قضية كبيرة، ومهمة عسيرة وهي أن يقيل عثرة الجامعة الأم، وأن يعيدها سيرتها الأولى، بعد أن أذرى بها الدهر بعد ١١ ابريل ٢٠١٩م..
وبالفعل أعاد الرجل العالم والاداري الفذ ترتيب البيت الداخلي للجامعة، أعاد لها سمعتها وانضباطها الاكاديمي، ورونقها وألقها العلمي.. انصف سيادته الأساتذة العلماء ترقيات وتحفيزا ، وأعاد روزنامة الموسم الاكاديمي للوضع الطبيعي.. اقام البروفسور عرديب الامتحانات لوقتها، وفك بقوافل التخريج المحضورة اشتباك الدفعات المتراكمة.. وحل تراكمات الاحباط والديون التي كانت ثمرة سنوات من التيه والجهل والجنون..
كانت هذه النجاحات الكبيرة ثمار جهود محمومة مبرورة وعمليات شاقة ومركبة قام بها البروفيسور عرديب مع ثلة مبروكة من معاونين خبراء ومستشارين علماء.. تنفست الجامعة بعدها الصعداء.. ووضعت ارجلها على سكة العافية، وطريق المستقبل، ومدارج المجد..
ولكن…
مثلما كان لهذا النجاح الكبير صداه الرائع عند اهل الوطنية والاخلاص.. فقد قابلته قبائل التتار، وطوائف اليسار بالكيد اللئيم ، والعدوان الرجيم.. عملوا بأيديهم وأرجلهم لإيقاف مسيرة الجامعة، وعرقلة مواسمها التعليمية.. كأن لم يكفهم ويشفي غليلهم مافعلوه بها في سنواتهم العجاف..
ولكن بوقار العلماء ورزانة اساطين الإدارة كان البروف عرديب يحلق في أفق عزيز. كان مشغولا بالمهام الكبري والقضايا الاستراتيجية، كان يعمل للحاضر ويخطط للمستقبل.. بينما كان اعداء الجامعة ينظرون تحت ارجلهم الملوثة.. وفي حين عبر الرجل وانتصر ، كانوا مشدودين إلى أوتاد الحسد، وأطلال اليأس ، واجترار الهزيمة وادمان الفشل..
ويظل شعار خريجي الجامعة وطلابها يتردد في الافاق.. ان لابديل لجامعة الخرطوم.. ولا سبيل لانفاذ خطة تطوير الجامعة إلا ببقاء البروفيسور عرديب استاذا ممتازا، ومديرا لا يشق له غبار..
وتظل الدعوة لاسناد الجامعة قضية الساعة المركزية.. شعارها الوسيم نعم ل(حملة وطنية كبري لجعل جامعة الخرطوم أرقى وأغنى جامعة في افريقيا) .. لتكون للسودان مصدر إلهام، ومنارة له في دجي الايام..
٣
ظل يطارد خيوط الوهم حتى صدق أوهامه .. وظل في منفاه يرعى غنم ابليس لسنوات طوال.. وظل يندب حظوظه العاثرة وبضاعته البائرة.. حتى جاءت به الصدف التعيسة رئيسا للجامعة ، وهو الذي لم يكن بحلم برئاسة مجلس آباء لمدرسة لمحو الأمية.. ومن دون تأهيل علمي يعتد به، ولا استحقاق ظل سيادته يصرف راتبه ومخصصاته، وهو في منفاه ويدير الجامعة بجهله ويقودها صوب فشله الذي لازمه كظله..
حتى جاءت المقادير الكبار، بحملة وطنية صححت المسار، فجرفه التيار، وقطع صلته بسيف العدل البتار.. وبقي السيد رئيس الجامعة(المعزول) يبكي على أطلال فشله.. يطلق الإشاعات، ويدبج الاكاذيب.. بأنه لا زال رئيسا شرعيا.. نعم إنها شرعية النفاق، لا شرعية الاستحقاق ..
طريقة الرجل الموهوم في طرح قضيته الشائهة اضحكت عليه الصغار، قبل الكبار.. وكان تعليق ظريف المدينة عنه إنه رجل (رضي بجهله ورضي جهله عنه) .. لقد صدق الرجل أوهامه واشترى( أحلام ظلوط..)..
احلام سعيدة ياسيادة الرئيس..
ولو قدر للجامعة العريقة ان تتحدث لقالت( إنه ليس من أهلى .. إنه عمل غير صالح)..