حقيقة لم ترو بعد ..هؤلاء مسؤولون عن موت أبناء البخيت

محيي الدين شجر : سودان سوا
موت شباب قرية البخيت بالولاية الشمالية مؤخراً بعد أن تم العثور على جثثهم في الصحراء، شكَّل صدمة كبيرة على كل أهل السودان وأصاب أسرهم بخيبة أمل وحسرة بسبب عجز المسؤولين في السودان عن العثور عليهم، رغم أن طائرات عسكرية شرعت بالفعل بالبحث عنهم وتوقف بحثها بعد أن أعلن والي الشمالية في تصريح له بأنهم عثروا عليهم وأنهم بدولة ليبيا ومقبوض عليهم من قبل إحدى العصابات الليبية.
ولقد انتقد كثيرون تصريح الوالي، لأنه لم يتبيَّن من صحة خبر أنهم بليبيا ورغم ذلك سارع بالإدلاء بتصريحه فكان سبباً مباشراً في توقف البحث عبر الطائرات.
العجيب في هذه القضية لم يتحدَّث أحد بعد العثور عليهم عن عجز سلطات السودان في العثور على هؤلاء الشباب رغم أنهم تاهوا في الحدود السودانية ما يؤكد بأننا متأخرون جداً في عمليات البحث عن المفقودين، وأن فقدت أي دولة في العالم أبنائها مثلما حدث لأبناء البخيت لنجحت في العثور عليهم، لأنها لن تتوقف عن البحث بمجرَّد تصريح يفتقر إلى الدقة مثل تصريح والي الشمالية ولاستقصت عن الأمر، لأنه من البديهي حينما تتصل جهة وتدَّعي أنها ألقت القبض على المفقودين أن يطلب منها أن يتحدَّثوا معهم عبر الهاتف على الأقل قبل تلبية طلباتهم.
حسب متابعتي لتلك القضية من جمعيات طوعية بالولاية الشمالية فإنها شرعت بالفعل التفاوض مع تلك العصابة وأنهم كانوا يستقون معلوماتهم عبر وسيط ولم يلتقوا أي فرد من العصابة ولم يطلبوا منهم إثبات أن المفقودين بحوزتهم.
كل عمليات البحث توقفت بعد أن علا خبر أنهم في ليبيا وأن هنالك تفاوض يجري مع العصابة التي اختطفتهم دون أن يتم التثبت من حقيقة ادِّعاء العصابة التي أرادت الاصطياد في المياه العكرة بخداع الجهات السودانية التي كانت تتعلَّق بقشة بأنهم فعلاً مع تلك العصابة.
إن المدهش حقاً أن العصابة طلبت أولاً مبلغ (47) مليار جنيه، سوداني، ثم خفَّضت المبلغ إلى (37) مليار جنيه، وكانت هنالك جهود لجمع المبلغ من أهل الشمالية الذين تدافعوا لسداد المبلغ الذي طلبته العصابة .
وفي الوقت الذي تتسارع فيه الخطوات لجمع المبلغ الكبير كان شباب منطقة البخيت في ظروف قاسية تعرَّضوا للجوع والعطش داخل الحدود السودانية حتى فاضت أرواحهم إلى السماء.
إن المسؤولية يجب أن تتحمَّلها الحكومة السودانية التي فشلت في العثور عليهم والمسؤولية الأكبر يتحمَّلها والي الشمالية الذي خرج بتصريح غريب قبل أن يتبيَّن الحقيقة ويتأكد أنهم فعلاً مخطوفين بالحدود الليبية.