من الأمن إلى الأسواق… هل ينجح الفريق سايرين في عبور “المنعطف التجاري”؟

 

من الأمن إلى الأسواق… هل ينجح الفريق سايرين في عبور “المنعطف التجاري”؟
بورت سودان : محيي الدين شجر

في خطوة مرتقبة ومثيرة للجدل، من المتوقع أن يتم تعيين وزير الداخلية السابق، الفريق شرطة خليل باشا سايرين، وزيرًا للتجارة ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة المعروفة إعلامياً بـ”حكومة الأمل”، والتي يُنتظر أن يعلنها رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس خلال الأيام المقبلة.

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ(البلد نيوز)، فإن ترشيح سايرين لهذا المنصب جاء بعد مشاورات مكثفة داخل دوائر صنع القرار، مدفوعة بالنجاحات التي حققها خلال فترة إدارته لوزارة الداخلية، في واحدة من أكثر المراحل دقة وصعوبة في تاريخ البلاد الحديث.

وتشير ذات المصادر إلى أن القيادة العليا للدولة أبدت ثقة كبيرة في قدراته الإدارية والتنفيذية، الأمر الذي دفعها للرهان عليه مجددًا، ولكن هذه المرة في ملف اقتصادي شائك، بغرض إنعاش قطاع التجارة وتطوير آليات السوق خلال مرحلة ما بعد الحرب.

تحديات تنتظر سايرين في وزارة التجارة

يدخل الفريق سايرين إلى وزارة التجارة في وقت بالغ التعقيد، حيث يواجه هذا القطاع العديد من الأزمات الهيكلية والميدانية. أبرز هذه التحديات تتعلق بارتفاع معدلات التضخم، اضطراب سلاسل الإمداد، تفشي ظواهر السوق السوداء، وتزايد عمليات التهريب عبر الحدود، فضلاً عن غياب سياسات واضحة لضبط الأسواق وضمان انسياب السلع الأساسية للمواطنين.

كما تظل ملفات إعادة تنظيم التجارة الداخلية وضبط الأسعار، بالإضافة إلى تعزيز الصادرات وتنظيم الواردات، من الملفات الملحة التي تتطلب قرارات عاجلة وحلول مبتكرة.

ويذهب مراقبون إلى أن خبرة سايرين في إدارة الأزمات الأمنية قد تمنحه ميزة نسبية في التعامل مع هذه التحديات، لكنه في ذات الوقت سيجد نفسه أمام اختبار جديد تمامًا… اختبار يختلف عن ساحات المعارك الأمنية، ويستلزم أدوات أخرى قائمة على الاقتصاد والتخطيط الاستراتيجي.

ويبقى السؤال الذي يشغل الأوساط الاقتصادية والسياسية:
هل سينجح الفريق سايرين في الانتقال من ميدان الأمن إلى ميدان الأسواق… ويقود قاطرة التعافي التجاري للسودان؟