محمد طلب يكتب : *اللا معقولية في التسريبات الاردولية(1)*

 

العنوان اعلاه قد يجلب سخط البعض ممن يطلعون علي عنوانه وفي ذات الوقت ربما ينال رضاء الاخرين و ذلك لمجرد الاطلاع علي العنوان دون الخوض في تفاصيله وربما يتعرض المقال (للفحي) و النسخ واللصق من (اللفّاحِين) لان العنوان تبدو فيه مغازلة جهة ما او شخص ما وقد يتخيل (اللافح) ما يتخيل استناداً علي مقولة (الجواب من عنوانو) و ان لب الموضوع هو الوقوف مع جانب دون الاخر و قد يبدو للقارئ غير الحصيف من خلال العنوان ان الكاتب (اردولياً) دولياً كامل الدسم او (مصلحجياً) يحاول تبرئة اردول من المنسوب اليه في التسريبات الصوتية التي اعترف شخصياً بها و ان الصوت صوته والكلام كلامه… و ربما لا يمر بخاطر هذا القارئ (اللافح) ان الموضوع يتعلق بالحديث عن (الخيانة) ثم الانتقال (لخيانة الخيانة) وهل خيانة الخيانة تصب في باب (الامانة)؟؟ وهل نفي النفي اثبات؟؟ و خائن الخائن ليس خائن؟؟ و خيانة الخيانة تدل علي الامانة؟؟؟ وتحليلات من هذا القبيل تتناول امر التسجيلات المُسربة و تناول موضوع التسريب والاغراض المرجوة منه… و كيف اننا بسذاجة نجعل هذه الاغراض تتحقق فعلياً لدرجة تجعل المُسرِب هو الاكثر ذكاءً وفي قمة الدهاء
مما يقودنا للحديث عن الذكاء والجريمة ومصطلح (الذكاء الاجرامي) و دور المجتمعات في خلق هذا النوع ومدي قبوله لدي المجتمع وتعقيدات عديدة تحتاج اهل التخصص في العلوم الانسانية من نفس واجتماع وسلوك وقانون وغيرها…

والان دعوني اضع سوالاً في غاية الاهمية وهو هل مجتمعنا يعزز السلوك الاجرامي؟؟؟
والاجابة (عندي) بلا شك هي (نعم) والف نعم (فالهمبتة) مثلاً هي سلوك اجرامي كبير جداً لكنه في مجتمعنا يجد الاحتفاء به في كل المحافل ونكتب عنه شعراً ونثراً و(دوبيت) نعطر به مجالس الامسيات والليالي المقمرة … فما هي (الهمبتة)؟؟؟
سبق ان كتبت كثيراً في امر (الهمبتة) فقامت الدنيا ولم تقعد في الميديا والقروبات و سمعت ما سمعت من حجج واهية وان (الهمبته) هي عين الفراسة والفروسية وان (الهمباتي) لا يفعل كذا وكذا وياخذ من الغني للفقير ووو وعند ظهور جماعات (٩ طويلة) قلت لهم انها (الهمبتة الجديدة) التي تستخدم (الموتور سايكل) بديلاً للخيول والبغال والجمال فاوسعوني نقداً لإتجاهي هذا وقالوا ان( الهمبتة) عادة عربية قديمة وان( تسعة طويلة) تنهب السيدات وكبار السن و ان (الهمباتي) به رجولة وفيه مروءة و يلحق المحتاج ويغيثه اما( ٩ طويلة) فقد اتتنا من الجوار الافريقي ووو وكم هائل من المبررات الواهية الي ان رأوا في هذه الحرب (الهمبتة الامها بت عم ابوها)

في مجتمعاتنا القديمة والي اليوم (الهمبتة) مصدر فخر واعتزاز لكثير من القبائل رغماً عن انها مجموعة من الجرائم الكبري ادناها السرقة واقصاها القتل الجماعي والحرابة وهذا عين ما يحدث في هذه الحرب كلها جرائم وكلها في الاسلام من جرائم (الحدود)
كما انه تمثلت حياتنا السياسية منذ الاستقلال و الي يومنا هذا و(الهمبتة) علي الحكومات بالانقلاب عليها.. وان معظم الاحزاب وساستها يمارسون (الهمبتة) من اجل الوصول لموارد الدولة و استغلالها وبقية الاهداف (الاردولية) ذات الاولوية الشخصية والحزبية وهيمنة (الاُسر) علي موارد الدولة وفي التسجيلات المُسربة دلالات علي ذلك تشبه ما سبق في حكومة البشير و ما عُرف ب(الخال الرئاسي) وقصص (اخوان الرئيس) وغيرها وفي هذه الحرب ظهر ما اسموه (بدولة ال دقلو) و امراء الحرب و قضايا ( دقلو اخوان و ذهب السودان) والحياة السياسة في السودان ملئية بهذا النوع من الاشياء من الصعب حصرها في هذا المقال…..

و نواصل

سلام
محمد طلب