محيي الدين شجر يكتب : كهرباء بورت سودان قطوعات طوال اليوم / اين التزامك ياعقار …لماذا لا نتعلم من الاخطاء ..

محيي الدين شجر يكتب : كهرباء بورت سودان قطوعات طوال اليوم / اين التزامك ياعقار …لماذا لا نتعلم من الاخطاء ..
قطوعات الكهرباء الحالية والصيف في بورت سودان لم يبلغ مداه بعد تنذر بوضع قاس جدا وبقطوعات متصلة تصعب معها الحياة بالعاصمة الادارية ..
ان القطوعات الحالية والتي تصل في اليوم الواحد لاكثر من عشرين ساعة مع صيف قاسي واشعة شمس قاتلة ومناخ هو الاسوأ في العالم يكشف باننا امة لا نتعلم من الاخطاء ونهدر اموالنا في الفارغ ولا ننظر ابعد من ارنبة انوفنا …
انا اعلم بعدم وجود اي مشكلة في التوليد هذه الايام بوصول نحو ٨٠ ميغواط من الكهرباء المركزية اضافة الى ١١٠ ميغواط من البارجة التركية وان هنالك احمال بسبب استخدام عدد كبير جدا من اجهزة التكييف من قبل نازحي الخرطوم المسؤولين ابتداءا من اجهزة تكييف وزير المالية وانتهاء باصغر مسؤول نازح قادم من الخرطوم ويستخدم مجموعة من اجهزة التكييف ..
ان الضغط الذي يزيد الاحمال جاء بسبب الجيش الجرار من المسؤولين الاتحاديين الذين يستخدمون اجهزة التكييف في بيوتهم التي استأجروها او اشترتها الحكومة لهم وفي اماكن عملهم وبسبب الراسمالية التي استقرت ببورت سودان .. وجميعهم لا يشعروا بحجم المعاناة لانهم يستخدمون مولدات حال قطع الكهرباء ..
وليس بسبب ازدياد عدد سكان المدينة بالنازحين الذين يقطنون مراكز الايواء ويفتقدون لابسط مقومات الحياة ..
وبالعودة لمشكلة الكهرباء فانا اشعر بالاسف لاننا لا نستفيد من الاخطاء ونكررها بالكربون في كل عام ..
ولا ادل على ذلك ماصاحب مشكلة الكهرباء في العام الماضي من تعقيدات وقطوعات للدرجة التي تحولت فيها الحياة الى جحيم بخلاف موت العشرات بضربات الشمس ..
وكانت العلة واضحة ان كانت هنالك حكومة تهتم بالاولويات خاصة وان المسؤولين بالكهرباء يعرفون الحلول ولهم خطط ان تم تطبيقها لحلت المشكلة ..
ولكن الحكومة لم تلتفت لها واهتمت بقضايا اخرى من اقامة الورش والفعاليات التي لا فائدة منها وتركت القضايا الاساسية ..
ولا ادل على ذلك الالتزام الذي قطعه نائب رئيس مجلس السيادة الفريق عقار بسداد مبلغ ٧٠ مليون دولار لاستكمال مشروع كهرباء كلاناييب واصبح حبرا على ورق ليتكفل عقار نفسه بتكاليف ورشة للاعلام مهدرا كثيرا من الاموال التي كان من الممكن ان تساهم في مشروع كهرباء كلاناييب او تساهم على الاقل في شراء محول بالمدينة .
واذا قلنا ان الرئيس البرهان القائد العام للقوات المسلحة مهموم بالحرب ضد مليشيا التمرد لانه قائد الجيش فما دور نائبه ودور مجلس الوزراء ووزير المالية ووزير الطاقة في حل مشكلة الكهرباء ببورت سودان المدينة التي اضحت هي كل السودان حاليا ..
ام انهم يعتبرونها مجرد مدينة نزحوا اليها مؤقتا ولا تستحق التعمير وحل مشكلاتها ..
ان الازمة الحالية لا تقتصر على الكهرباء وحدها بل تصاحبها ازمة المياه المتعلقة بالكهرباء الامر الذي جعل اسعارها تتضاعف وسط اوضاع سيئة لمواطني الولاية ..
لقد عاشت بورت سودان في الصيف الماضي اي قبل عام اوضاعا سيئة للغاية بسبب قطوعات الكهرباء وشهدت تذمرا كبيرا من قبل مواطنيها ..
وحينها كل اهل الولاية عرفوا السبب واكد المختصون اذا عرف السبب بطل العجب ولكن لم نستفد مما حدث في العام الماضي وبعد ١٢ شهرا وجدنا اننا لم نتحرك شبرا واحدا نحو الحل فلا يزال مشروع كهرباء كلاناييب ينتظر التزام عقار بدفع المبلغ ولا زالت المدينة في حاجة ماسة لمحولات اضافية ولا زالت البارجة التركية تطالب باكثر من ٣٠ مليون دولار ..
ازدات المشكلة اتساعا ..
واذا لم نتحرك بالسرعة المطلوبة ولا اظن باننا سنتحرك فسيخرج محول الشاحنات عن الخدمة وستصبح بورت سودان بلا كهرباء في كل الصيف وستصبح قطعة من جهنم ..
افيقوا ايها السادة واستيقظوا من سباتكم العميق ..قبل ان تقع الفاس على الراس ..
يجب ان تكافئوا اهل الشرق بحل مشكلاتهم فانهم لم يقصروا معكم ..
محيي الدين شجر