محيي الدين شجر يكتب : كهرباء سيمنس لبورت سودان هي الحل فلا تضيعوا وقتكم ولا تكرروا الاخطاء

محيي الدين شجر يكتب : كهرباء سيمنس هي الحل فلا تضيعوا وقتكم ولا تكرروا الاخطاء

 

لا افهم ماهو السبب الذي يجعل مشروع كبير،ومهم جدا مثل مشروع كهرباء كلانييب (شركة سيمنس ) الذي ينتج 750 ميقواط من الكهرباء بولاية البحر الاحمر حبيس الادارج طوال اربع سنوات رغم انه كان سيحل كل مشكلات الكهرباء،لا في مدينة بورت سودان ميناء السودان وحدها بكل كل مدن وقرى الولاية ..
لا اجد سببا سوى الاهمال وفشل حكومة مابعد الثورة خاصة وان اموال ضخمة دخلت في فترة حكومة حمدوك الاولى ..
ان المشكلة التي يعاني منها السودان تتعلق بالانسان وقصور تفكيره واهتمامه بحاجاته الخاصة بدلا من الاهتمام بالدولة او وظيفته الحكومية التي يتولاها ..
ان ازمة كهرباء بورت سودان قديمة ومعروفة منذ حقبة نظام الانقاذ البائد غير ان كل الولاة الذين تعاقبوا على حكم الولاية فشلوا في فك طلاسم تلك الازمة وظلت باقية رغم اهمية المدينة وتأثيرها على اقتصاد البلاد ..
ودائما كنت اقول ان الوالي الاسبق محمد طاهر ايلا كان من الممكن ان يعمل على حل مشكلة الكهرباء رغم جهوده الظاهرة في مجالي السياحة والطرق لانه كان يملك كاريزما متفردة وكان صاحب قرار ويعرف كيف يوفر الاموال الا انه اكتفى بان جعل الكهرباء ببورت سودان شأن اتحادي بعد ان كانت في فترة الوالي قبله ولائية ويبدو انه اراد ان يرمي الكرة في ملعب المركز ليقوم بحلها ويلتفت هو الى البنيات التحتية بالولاية ..
فم يحل المركز المشكلة  ولم يتنازل عن رأيه وظلت تتفاقم يوما بعد يوم ..
وقبل ايلا حاول الوالي حاتم الوسيلة ايجاد حلول لازمتي المياه والكهرباء ..
واذكر انه بشر مواطني بورت سودان بالوصول الى حل نهائي لمشكلة المياه وعقد مؤتمرا صحفيا بمطار بورت سودان فور وصوله اعلن فيه الاتفاق مع مستثمر سعودي لتوصيل المياه من النيل الى بورت سودان وبعد ذلك نقلها الى السعودية ولكن فطاحلة المركز وقتها رفضوا المشروع بحجة ان المستثمر السعودي ربما ينقلها الى اسرائيل ..وتم قتل المشروع ..
وظلت مشكلتي الكهرباء والمياه ببورت سودان عصية على الحل ..
وحينما تولى امر الولاية علي حامد اجتهد وقام بازالة الغبار عن مشروع توصيل المياه من النيل لكنه اقيل قبل ان يتم المشروع ..
اما الكهرباء فلم تكن محل اهتمام اي والي اخر واكتفوا بان تكون اتحادية ..
حتى جاء رئيس مجلس الوزراء معتز موسى بفكرة استجلاب محطات توليد بقرض من بنك التنمية الافريقي في اواخر 2018
وتمت الاستعانة بالبارجة التركية كحل اسعافي الى حين استكمال المشروع ..
ولكن الحل الاسعافي رغم ارتفاع كلفته الا انه اصبح مستمرا على حساب مشروع كبير ومادفع للبارجة التركية من اموال كان من الممكن ان تستجلب عشر محطات كهرباء بحجم محطة سيمنس بمنطقة كلانييب ..

ولكنه الفشل بعينه بل والتمادي في الفشل وتكرار الاخطاء ..

ويتهم البعض جهات لم يسموها تتكسب من خلال البارجة التركية عبر عمولات يتلقونها لكنهم لم يكشفوا عن تلك الجهات ولم يقدموا ادلة على اتهامهم ..

وفيما يتعلق بمشروع محطة كلانييب فهو مشروع مشترك بين بورت سودان وقري حيث احضرت المولدات الخمس ثلاثة لمحطة قري واثنين لبورت سودان وتنتج المحطة الواحدة 350 ميقواط على حسب ما اخبرني به احد الخبراء وكانت له علاقة بالمشروع .
وبعد الثورة المجيدة انشغلت الحكومة الانتقالية بالصراعات والمحاصصات واصبح المشروع نسيا منسيا حتى نفض الغبار عنه شباب من البحر الاحمر بقيادة مولانا حسن محمد مختار احد قيادات المنطقة ..
بل وابدت اللجنة التي تكونت بقرار من والي البحر الاحنر استعدادها لتوفير تمويل لاستكمال المشروع خاصة وان المطلوب فقط 70 مليون دولار ..
ولقد اعجبني وزير العدل مولانا محمد سعيد الحلو  وهو يعلن تفويض الادارة القانونية بالبحر الاحمر لاجراء اي عقد للمشروع حينما كانت الضرورة ملحة لفصل بورت سودان عن قري حتى تتكفل الولاية ومجتمعها بتوفير اموال المشروع بعد ان فشل المركز في تنفيذه ..
ومع احترامي لقرار وزير الطاقة والكهرباء المهندس محمد عبد الله محمود بتكوين لجنة مختصة بكهرباء كلانييب وموضوع البارجة التركية الا انني تطلعت كما تطلع كثيرون بان يصدر قرارا على الفور بفصل محطة كهرباء بورت سودان عن محطة قري
لان المشروع ظل معطلا لاكثر من اربع سنوات   ولم ير المشروع النور ..

اذكر في تاريخ قديم زارت المدينة طالبات من الخرطوم وحين سألت احداهن عن مدينة بورت سودان ردت وبسرعة ..بورت سودان كهرباء ..
ان مثل هذا المشروع هو ضرورة ملحة ولم يتبقى الكثير لانجازه فلماذا التعقيد والبحث عن حلول اخرى ..
ومجتمع بورت سودان يريد بيانا بالعمل لا وعود لا قيمة لها ..
وان كانت مشكلة المشروع مالية كما قال وزير الطاقة فان مجتمع الولاية قادر على توفير المال المطلوب وزيادة ..
انني اخشى ان ينتهي عقد البارجة التركية في 31 اغسطس ونكون لا قمنا بتجديده لا انهينا قصة كهرباء سيمنس ..
(وربنا يكضب الشينة ..)

محيي الدين شجر