العيلفون تعزي الامارات

*العيلفون تعزي الامارات*

في فقيد الإمارات و العالم العربي والإسلامي سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله رحمة واسعة.

كنت بالأمس ضمن وفد من اهلي بالعيلفون يتقدمهم مولانا بدر الدين الخليفة بركات لتقديم واجب العزاء في المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السابق.. وتأكيدنا على وقوفنا مع اختيار دولة الإمارات وشعبها الكريم وانتخابها سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة خلفاً لأخيه المتوفى رحمه الله رحمة واسعة وادخله الجنة فقد اوفي لشعبه وللامة العربية جمعاء وسار على درب والده المؤسس الأب والمربي والقائد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله رحمة واسعة

وان شاء الله سوف يقتفي أثرهم ويرتقي بشعب الإمارات والأمة العربية أكثر وأكثر القائد ورئيس الدولة سيدي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان…

العلاقة بين السودان والإمارات علاقة قديمة و وطيدة بدأت من اول ايام قيام الاتحاد بين الإمارات في ديسمبر 1971 و أن السودان من اوائل الدول التي اعترفت بقيام دولةالامارات العربية المتحدة وقام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارته الرسمية الأولى للسودان في 29 فبراير 1972 بعد حوالي شهرين ونصف من قيام الاتحاد الإماراتي حيث زار فيها كافة ولايات السودان واُستقبل استقبالات رسمية وشعبية حاشدة وكان الرئيس الأسبق جعفر نميري اول رئيس عربي وافريقي يزور دولة الإمارات العربية المتحدة في 23 ابريل1972 لايمانه القاطع بالدور الذي سوف تلعبه الدولة الوليدة في الوحدة العربية وقد صدق حدسه لايمانه التام بتلك الوحدة وعمله من أجلها طوال فترة حكمه

فتم بناء علاقات ممتازة بدأت بتعاون من الشيخ زايد و قيامه بربط ولايات السودان بميناء السودان (بورتسودان) على البحر الأحمر و انشاء أصعب مراحل الطريق (هيا… بورتسودان) … وصارت العلاقات بين البلدين تتطور كل يوم وبنصيحة من الإنجليز استعان سمو الشيخ زايد رحمه الله بحكومة السودان في بناء الدولة الحديثة بالمؤسسية التي خلفها الإنجليز بالسودان والخدمة المدنية والعسكرية الراقية التي أصابها التدهور المريع خلال العهود السابقة.

بدأت الاعارات من السودان للامارات في تكوين الجيش والشرطة والبلديات والغرف التجارية والصناعية والإعلام والتلفزيون والصحافة و غيرها بصورة رائعة وتعاون مشترك وتأسيس لدبلوماسية محترمة بين البلدين … وقد حفظ سمو الشيخ زايد رحمه الله هذا الفضل للرئيس الأسبق جعفر نميري بروح الفارس العربي الكريم الأصيل وكانت روح تعاون ثرة وثق لها السيد كمال حمزة في مجلدين أحدهما مع سمو الشيخ زايد والآخر مع سمو الشيخ راشد بن مكتوم رحمهما الله…. ويضيق المجال هنا لسرد ذلك التاريخ والتعاون المشترك بين البلدين الذي لم يتعكر صفوه الا في (العهد الإخواني) المشئوم الذي اتخذ مواقف مخزية في قضايا عربية مهمة مثل غزو الكويت والتعاون المريب مع إيران المحتلة للجزر الإماراتية و في فترات وجيزة استطاع الإماراتيون وحكومتهم وشيوخهم تجاوز اضطراب العلاقات بدبلوماسية والحفاظ على هذه العلاقة مع الشعب السوداني أياً كانت حكوماته

سوف اتطرق هنا لعلاقة أهل العيلفون بالإمارات والتي تتشابه مع علاقات كثير من مناطق السودان المختلفة و التي نتجت عن التعاون المشترك بين البلدين والشخصيات التي كان لها دور كبير في التعاون بين البلدين من تلك المناطق وسوف اتطرق فقط لعلاقات أهل العيلفون دون غيرهم بالإمارات لأن علاقات الشعب السوداني بالإمارات تحتاج لمجلدات ويكفي أن كاتب هذا المقال قضى أكثر من عقدين من عمره بدولة الإمارات عاملاً في مجال البنوك والمصارف الإسلامية متنقلاً بين دبي و ابو ظبي والشارقة واخيرا مدينة العين الجميلة… وانجب جميع أولاده بأرض زايد الخير…

أود أن اشير هنا إلى أن أول مواطن سوداني من العيلفون يعمل بالإمارات هو عمنا (بابكر التوم ) التحق بالعمل بالبلدية في العام 1973 الي أن توفي رحمه الله ومازال أبناءه هناك
منهم مزمل بابكر النوم يعمل بالقوات المسلحة

ثم بدأ الاغتراب لدولة الإمارات الكريمة يزداد يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام وخيراً بعد خير واستمر إلى يومنا هذا ولن ينقطع أن شاء الله

وقبل أن اعدد نماذج من الذين عملوا بالإمارات سنين طويلة وخلفوا ذكرى طيبة وفي وظائف مرموقة لابد من الإشادة بالدور الذي يلعبه الأخ محمد الباقر عوض في توطيد علاقة العيلفون والسودان عموماً بالإمارات عبر السفير المبدع النشط حمد محمد الجنيبي وطاقمه الانيق بالسفارة بالخرطوم الذين زاروا العيلفون أكثر من مرة وقدموا لها الكثير

التحق الأخ محمد الباقر بالعمل في دولة الإمارات عام 1982 كمصور تلفزيوني ثم مصور خاص لسمو الشيخ زايد رحمه الله ويعمل الأن مصور خاص لسمو الشيخ حمدان بن زايد أطال الله عمره وابقاه… ومن أبناء العيلفون في مجال القانون برز مولانا محمد عبد الرحيم صباحي قاضي المحكمة العليا السابق بالسودان و الذي نعته وزارة العدل بالإمارات في الأسابيع الفائتة حيث عمل مستشارا بوزارة العدل في( دائرة الاتفاقيات الدولية) أكثر من عقدين ونصف من الزمان … كذلك مولانا عمر الشيخ سيداحمد رئيس الجالية السودانية السابق بالإمارات ومؤسس قسم التقاضي في اكبر مكاتب المحاماة بالإمارات( التميمي للمحاماة) ثم مؤسس قسم التقاضي في واحد من أكبر مكاتب المحاماة بالشرق الأوسط (هادف وشركاؤه) لمؤسسه سعادة هادف بن جوعان الظاهري وهو وزير عذل سابق بالإمارات ومدير جامعة الإمارات لعقدين من الزمان تقريبا…و وزيراً للعدل لمدة عشر سنوات تقريبا ومنهم أيضا المستشار القانوني لشركة دال الان مولانا معتصم البشير الذي انتقل من الإمارات للسعودية

أيضا سبقهم أبناء العيلفون كثيرون في البلدية بأبوظبي مثل أحمد النص مدير جراج البلدية والدكتور إبراهيم الجعلي وإبراهيم النص في الغرفة التجارية بابوظبي وفي هندسة الطيران المهندس هاشم بن إدريس والمهندس صفوان عمر الصديق بطيران الامارات… وفي مجال البترول يقف الكيميائي المعتق أحمد الجاك عثمان الفني الأول بمعامل أدنوك يفحص ما يأتي به كبير مهندسي الإنتاج في حقل (قسيورة) المهندس يوسف الدولي في أدنوك البرية والضابط العظيم مدير شرطة البحر الأحمر الأسبق بدر الدين يوسف حامد يقف مهندساً اول للامن والسلامة في أدنوك للتوزيع …. هذه مجرد أمثلة اما حصر أبناء العيلفون بالإمارات فهو أمر صعيب تجدهم في دائرة الكهرباء مثل حسن عمر و كذلك الرشيد عثمان في دائرة المياه والصرف الصحي وارتال من الموظفين في البلدية وكم كبير من الجنود في القوات المسلحة منهم الضابط بالجوية والطيار المرحوم عبد الرحمن حاج أحمد… وكذلك الضابط العظيم محمد حسين إدريس … اما البنوك والمصارف الإسلامية تجد المدراء و مدراء العمليات والمدراء الإقليميين منهم على عبدالله عدلان وعماد توفيق احمد وعاطف ميرغني ادريس وسامي سوار الدهب وسيف صباحي وأحمد إدريس سليمان ومحمد الفاتح صبير و المعتز عبد المطلب وشخصي الضعيف…. وكم كبير من الموظفين والصرافين وموظفي المبيعات …كما يقف الدكتور معتصم عبد النور على مواصفات الأغذية في بلدية أبوظبي.. والدكتور عمر أحمد فضل الله في دائرة الأشغال وقد يأتيك صوته أحياناً عبر إذاعة أبوظبي واذاعات أخرى و في مجال الشبكات والرقميات نجد المهندس رامي عمر عثمان …و في مجال الطب البشري تجد دكتورة الهام محمد الزبير في دبي ودكتور محمد الطيب عمر في المنطقة الغربية و اختصاصي الأشعة الطيب النمير… كما أشرف الطبيب البيطري بابكر محمد عثمان على عدة مسالخ وإدارتها في الإمارات.. كما يصعب الحصر في المجال الخاص هاشم عبد الكريم في مؤسسة خدمات الغاز الدولية وعصام مانديد في مقاولات الطرق والجسور وآخرون من التجار وأصحاب العمل وآخرون كثر من الشباب الذين أتوا في السنوات الأخيرة
كل هؤلاء وغيرهم كانوا في كنف الشيخ زايد ومن بعده الشيخ خليفة رحمهم الله وستظل المحبة والخير غير منقطع أن شاء الله في ظل سمو ( المحمدين) سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الوزراء وحاكم دبي وبقية سمو شيوخ الامارات الأكرمين…

عندما ضاقت بنا بلادنا في عهد (الاخوان) كانت الإمارات لنا الملاذ الآمن فوجدنا المعاملة الكريمة والمساواة في المعاملة بين الوافدين والمواطنين والمؤسسية الإدارية لشئون الدولة وإدارة الأجانب … لم نجد العنت والمعاناة مع الدوائر الحكومية وفي ظل التطور الرقمي الهائل تنجز معاملاتك وانت تحتسي كوب قهوة في منزلك أو الحديقة وفي أي وقت شئت … الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية بلا مشاكل… أولادي دون كذب أو رياء يعتبرون الإمارات وطنهم فقد ولدوا وتربوا وعرفوا الامأن الذي يفتقدونه الان هناك يتشوقون للعودة ويتذكرون السعادة التي عرفوها هناك ووجدوها واقعاً ملموساً و صدقت المقولة المنسوبة للإمام علي رضي الله عنه التي تقول (الغني في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة ) كيف لا وقد عينت الحكومة الراشدة في الإمارات وزيرا للسعادة همه الأول أن يكون المواطن والوافد سعيداً…. في الإمارات عرفنا كيف يمكن أن تتعايش مئات الجنسيات وتتاخي في وئام تام عرفنا كيف يمكن أن تدار الاختلافات ويُستفاد منها في تطوير الحياة… عشرات الأديان والألوان تتعايش في سلام تبني وتعمر وتمارس حياتها الدينية والعقائدية بكل أريحية.. الدولة توفر لهم الأمان ولا حجر على دين أو عقيدة والإسلام دين الدولة ومواطنيها المساجد لا مثيل لها والاهتمام بها يفوق الخيال اما رمضان وكرمهم فيه جعل البعض يسلم و بسبب المعاملة الطيبة كثيرون اعتنقوا الإسلام و في الامارات عرفت معنى( لكم دينكم ولي دين )

حيا الله تلك الديار وحفظها من كل الشرور والإشرار ورحم الله الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والوالد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكل من رحل من شيوخ الامارات الأكارم وادخلهم الجنة و أطال الله عمر سيدي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وسيدي سمو محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الوزراء وحاكم دبي وكل حكام الإمارات حفظهم الله.
واتمني وأهلي بالعيلفون والشعب السوداني جميعا دوام السعادة والرخاء لشعب الإمارات الطيب الكريم المقدام في كل إمارة او مدينة او حي أو فريج وتقبلوا تعازينا في المغفور له بإذن الله رئيس الدولة و أحر التعازي لسفير الدولة بالسودان سعادة السفير حمد محمد الجنيبي الذي مسكت بيده معزياً واوصيته خيرا بالعلاقات السودانية الإماراتية وشعب السودان على وجه الخصوص فتقبل وصيتي بصدر رحب ومحبة وانا مجرد مواطن
سوداني بسيط و محب للإمارات شعباً وحكومة وهو السفير و صاحب المنصب و يا لك من دبلوماسي رسمي وشعبي.

واحسن الله العزاء

محمد طلب